PDA

Bekijk Volledige Versie : وقائع فيلم معلن



noisete
02-04-08, 11:13
منذ أشهر وهولندا مشغولة بفيلم مناهض للقرآن أعلن عنه البرلماني الهولندي خيرت فيلدرز. يتساءل البعض في العالم ماذا جرى لهولندا؟ من أين جاء خيرت فيلدرز هذا، وكيف ينظر إليه مواطنوه الهولنديون؟ وغذا كانت الحكومة خائفة من عواقب الفيلم إلى هذه الدرجة، فلماذا لا تمنعه؟ أم إنهم يؤيدون مضمون الفيلم؟

لا أحد يعرف بالضبط مضمون الفيلم. كل ما أعلنه خيرت فيلدرز هو أن الفيلم سيحمل عنواناً عربياً هو "فتنة"، وأنه يريد عبر الفيلم أن يثبت أن القرآن "كتاب فاشي"، لكنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك. لكن تصريحات عديدة سابقة لخيرت فيلدرز تـُظهر أنه لا يتجنب العبارات الاستفزازية. فقد وصف النبي محمد مرة بأنه "زعيم حرب عدواني وهمجي"، وطالب المسلمين الهولنديين مرة أخرى بأن يمزقوا نصف القرآن ويتخلصوا منه، إذا أرادوا البقاء في هولندا.

تحولات سريعة

ما الذي يدفع الرجل ليقول كلاماً كهذا؟ ما مصدر كل هذا الغضب من الإسلام؟ في العقود الأخيرة استقبلت هولندا أعداداً كبيرة من المهاجرين، معظمهم من المسلمين، لاسيما من تركيا والمغرب، مما جعل البلد يتحول بسرعة، وخلال أربعة عقود، إلى مجتمع متعدد الثقافات. وبالرغم من أن هولندا معروفة تاريخياً بأنها بلد متسامح، ومتقبل للآخر المختلف، إلا أن هذه التحولات السريعة قد سببت ردود فعل ممتعضة لدى شرائح معينة من السكان الأصليين. ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، طفت تلك المشاعر على السطح، وأصبح موضوع اندماج المسلمين في المجتمع الهولندي أكثر الأمور حساسية وإثارة للجدل. يرى بعض الهولنديين أنه يجب عدم التدخل في خيارات المسلمين في هولندا، وأنهم سيجدون موقعهم بشكل طبيعي في المجتمع، بينما يرى آخرون أن على الوافدين الجدد أن يتكيفوا مع الثقافة الهولندية وقيمها وتقاليدها.



إذاعة هولندا العالمية أنتجت فيلماً قصيراً تحاول فيه أن تجيب على هذه التساؤلات.

لمشاهدة الفيلم انقر على الرابط:

www.rnw.nl/aboutfitna



تسعة مقاعد

يمثل خيرت فيلدرز وحزبه أكثر الآراء تطرفاً حول هذه المسألة. يرى فيلدرز أن الثقافة الإسلامية تتضمن عناصر تشجع على العنف وتتناقض مع مبادئ الديمقراطية الهولندية. حسب رأيه يجب عدم السماح بقدوم المزيد من المسلمين إلى هولندا. وعلى المسلمين الموجودين هنا، وفق فيلدرز، أن يتخلوا عن جزء من ثقافتهم، وأن يذوبوا في الثقافة الهولندية. لا تحظى آراء فيلدرز بدعم شعبي واسع في هولندا، وفي الانتخابات الأخيرة حصل حزبه على 6% فقط من أصوات الناخبين، مما وفر له تسعة مقاعد من مجموع 150 مقعداً في مجلس النواب. لكن تصريحاته الاستفزازية المتكررة جعلته يحظى باهتمام إعلامي كبير، لا يتناسب مع حجم كتلته النيابية.

الحكومة قلقة

تشعر الحكومة الهولندية بقلق شديد بسبب الفيلم الذي أعلن عنه فيلدرز. فلم يمض بعد سوى عامين على الاضطرابات التي تسبب بها نشر رسومات كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد في صحيفة دنماركية. دفع هذا القلق وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاخن ليبدأ حملة دبلوماسية، لتوضيح أن الفيلم لا يعبـّر عن موقف الحكومة الهولندية، ولكن في الوقت نفسه، فإن مبدأ حرية التعبير الذي يضمنه الدستور الهولندي للجميع، يمنح خيرت فيلدرز الحقّ في عرض فيلمه، على الأقل إلى أن تصدر محكمة ما حكماً بمنعه.

يعتز الهولنديون عموماً بالحريات الديمقراطية التي يمتلكونها، وبالنظام الذي يتيح لهم حلّ الخلافات بالحوار والمجادلة، وليس بقمع الطرف الآخر، أو باستخدام العنف. لا شيء يعبر عن ذلك أفضل من عبارة فيلسوف التنوير الفرنسي الشهير فولتير: "قد أختلف معك في الرأي، لكني مستعد للتضحية بحياتي من أجل حقك في التعبير."

القضاء هو الحاكم

مع ذلك فإن حرية التعبير ليست بالمطلقة. لا يجوز استخدام حرية التعبير حجة للتمييز على أساس العرق أو الديانة، ولا للدعوة لاستخدام العنف. لكن القضاء، وليس الحكومة، هو الجهة الوحيدة التي يمكنها تحديد ما إذا كان الفيلم يتعارض مع القانون. وهذا لا يكون إلا بعد عرض الفيلم، وليس قبل ذلك. وفي هذه الحالة فقط يمكن للقضاء أن يأمر بمنع عرض الفيلم. قـُدمت حتى الآن عشرات الدعاوى إلى المحاكم الهولندية ضدّ فيلدرز بتهمة التمييز أو الحضّ على الكراهية. ويـثفترض أن تدرس النيابة العامة الشكاوى، قبل أن تقرر ما إذا كانت ستطرحها على القضاء.

انتقادات واسعة

أثار خيرت فيلدرز جدلاً واسعاً في هولندا. يندر أن تفتح جريدة أو مجلة في الشهور الأخيرة دون أن تجد مقالاً عن عضو البرلمان ذي الآراء المثيرة، أو حول أشخاص آخرين لهم رأيهم فيه. يعارض قسم كبير من الهولنديين آراء فيلدرز جذرياً. يرى معارضوه أنه يهين المسلمين دون مبرر، وأنه يجعل اندماجهم في المجتمع الهولندي أكثر صعوبة، بسبب اتهاماته المتواصلة لهم. آخر الاعتراضات جاءت الأسبوع الماضي من جهة يهودية، حيث نشر أحد أعضائها إعلاناً كبيراً في صحيفة يومية واسعة الانتشار قال فيه أن فيلدرز كان سيـُدان بالعنصرية، لو أنه قال عن اليهود ما يقوله عن المسلمين. هناك قسم آخر يعارض آراء فيلدرز، لكنه يجد أن تصريحاته الاستفزازية ضرورية لفتح النقاش، والحوار بين الهولنديين المسلمين وغير المسلمين، مما يفضي في النهاية إلى تفهم وجهات النظر المختلفة.

موقف المسلمين الهولنديين

حتى الآن لم يشارك المسلمون الهولنديون بشكل واسع في الجدل الدائر. لكن الإعلان المبكر عن الفيلم الذي لم يـُعرض بعد، دفع المنظمات الإسلامية إلى التفكير جيداً بالطريقة التي سيردّون بها، حين يـُعرض الفيلم. على سبيل المثال أعلن المجلس الوطني للمغاربة في هولندا أن المساجد المغربية ستفتح أبوابها للهولنديين الراغبين في الحوار في يوم عرض الفيلم. لعلّ أفضل ما يعبـّر عن موقف المسلمين في هولندا ما قاله محمد رباع، العضو السابق في مجلس النواب: "حين يـُعرض الفيلمن علينا أن نتصرف بشكل محترم. إذا استسلمنا للغضب، أو استخدم بعضنا العنف، فإننا سنفعل بالضبط ما يريده السيد فيلدرز."


مفردات البحث: الاضطرابات، الحكومة الهولندية، الفيلم، رسومات كاريكاتيرية، صحيفة دنماركية، فتنة، فيلدرز