زواج الأقارب بين المسلمين يقلق السلطات ال

[noisete]

تنظر السلطات الهولندية بقلق لظاهرة زواج الأقارب (زواج أبناء وبنات الأعمام والخالات) بين المهاجرين المسلمين من أصول تركية ومغربية. وقد كشفت دراسة مؤخرا أن هذه الظاهرة لا زالت شائعة وسط أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين.



ويدعو ليونارد خيلك عضو مجلس مدينة روتردام إلى دارسة امكلنية فرض حظر قانوني على مثل هذا النوع من الزواج. تأتي تصريحاته هذه بعد دارسة نُشرت مؤخرا تظهر أن هذا النوع من الزواج يؤدي إلى زيادة احتمالات التشوهات الخلقية وارتفاع عدد حالات وفاة الأطفال. أصابت الصدمة السيد خيلك حيال الدارسة، والتي أظهرت أيضا أن ربع سكان روتردام من الأتراك والمغاربة متزوجون من أقاربهم. ويعلق السيد خيلك قائلا "نحن نعايش هذا الأمر منذ 30 عاما، لكننا قلقون للغاية حيال حقيقة أنه لم يحدث تغيير طيلة الثلاثين عام. يبدو أن مجتمع المهاجرين لا يدرك بصورة كافية إن هذا الوضع يجب أن يتغير."



ينادي عضو المجلس البلدي رونالد سورنسن من حزب ليفبار روتردام أيضا بمنع الزواج بين أبناء وبنات العم. هناك فرص احتمالات كبيرة من تعرض الأطفال المولودين من مثل هذا الزواج للإعاقة. تصل نسبة زواج الأقارب في صفوف الأتراك في مدينة روتردام إلى الربع، ويتزوج مغربي من أصل خمسة بابن أو ابنة العم. لا يرى حزب العمل سببا للمنع، ولكنه يرغب في إعطاء توفير مزيد من الإرشادات والتوعية الصحية للاسر بمخاطر مثل هذا الزواج..



هناك احتمال كبير لأن يتعرض الأطفال من أصول تركية أو مغربية للوفاة مقارنة مع الأطفال الهولنديين. يرجع هذا إلى خطر الإعاقة الذي قد يتعرضون له نتيجة زواج الأقارب. حسب المعهد الصحي والبيئي(rivm) فان توفير الإرشادات وإجراء البحوث الوراثية ضروري لخفض نسبة الأمراض.



أمراض نادرة

يقول أستاذ الصحة العامة هنس فان أورس من جامعة تلبورخ والذي اشترك في البحث الذي أنجزه معهد Rivm " يتمثل الخطر الأكبر في الزواج بابن أو ابنة العم حيث يتزايد خطر التعرض لأمراض نادرة إضافة إلى مخاطر بعض الأمراض الوراثية الشائعة مثل الإصابة بفقر الدم."



ومن المقلق من مخاطر تكاد تكون غير معروفة تماما لدي المهاجرين المغاربة والأتراك. يقول فان أورس "هذا لا يعني أن كل طفل ولد من زواج بين ابن العم وابنة العم قد يصاب تلقائيا بالإعاقة لكن احتمال إصابته تكون اكبر بكثير من الأطفال المولدين من آباء لا يمتون لبعضهم بصلة قرابة."



الزواج الإجباري

يعبر سورنسن عضوالمجلس البلدي في روتردام عن سعادته لإنجاز البحث، لأن الموضوع خرج الآن من دائرة الموضوعات التي لا يجرؤ أحد على الحديث عنها (تابو). ويرى أن هذا له علاقة وثيقة بالعادات في بلدانهم الاصلية. "غالبا ما يتعلق الأمر بالزواج المرتب والإجباري، بمنع مثل هذا الزواج ستقل معاناة الأطفال."



نائبة حزب العمل خديجة أعريب لا تتفق مع فكرة منع الزواج بين الأقارب وترى انه يتعارض مع القوانين الهولندية والدولية وان الحل هو توفير المزيد من الإرشادات والتوعية الصحية للنساء، لأن عددا كبيرا منهن لا تعرف مخاطر زواج الأقارب.



إرشادات طبية

يرى الهولنديون من أصول تركية أو مغربية في بعض الأحيان عدة مزايا في الزواج من الأقارب. يقول فان أورس: "هناك أسباب اجتماعية وثقافية واقتصادية ترجع للماضي. فمثلا إذا تزوجت من أحد الأقارب تبقى ثروة الأسرة داخلها" والأشخاص الذين يعيشون في مجتمع منعزل يتزوجون في نفس الأوساط الضيقة "والاحتمال الأرجح في هذه الحالة هو الزواج من ابن عم أو ابنة عم."



فان أورس لا يتفق أيضا مع فكرة منع هذا النوع من الزواج. "لا يمكن لك أن تقف أمام الحب ولكن الإرشاد والتوعية الصحية الجيدة مهمة جدا. إذا رغب ابن عم وابنة عم متزوجان في إنجاب الأطفال، فيجب عليهم معرفة الأخطار المحتملة ويجب ان يحصلا على النصائح الطبية قبل الحمل وهذه الخدمة تتوفر الآن لدى مكاتب إرشادات الطفولة وأطباء الأسر في الأحياء."


مفردات البحث: إرشادات الطفولة، الأمراض الولادية، روتردام، زواج الأقارب