PDA

Bekijk Volledige Versie : تحوّل إلى امرأة ثم اعتنقت الإسلام



noisete
02-04-08, 13:23
كانت كريمة تلمان قد تحوّلـ(ت) في البداية من رجل إلى امرأة، وبعد ست سنوات من هذا التحول الكبير، اعتنقت الإسلام. إلا أنها وفي صفوف المسلمين أنفسهم، لم تلق الترحيب الذي كانت تتمناه. تعتبر الآن عدم التفهم و الرفض الذين تقابَل بهما أينما حلت، مصيرها المحتوم. "أنا سعيدة بحياتي، لكن يتعبني أحيانا هذا الكفاح المستمر من أجل الحياة".

فتاة في جسد فتى
" إنني في واقع الأمر فتاة"، تبادرت هذه الفكرة إلى رأس كريمة وهي لم تتجاوز سن الثامنة بعد. لم تحس أبدا بالراحة في جسدها، جسد الفتى الذي ولدت فيه و حملت اسم "دنيس". كانت تضيف حرف الألف دائما إلى اسمها، ليصبح مؤنثا. في سن الثالثة عشرة، قررت أن تخبر والديها بحقيقتها. انزعج والداها انزعاجا كبيرا وذهبا بها إلى الطبيب. كان الإحساس بالانتماء إلى الجنس الآخر في سنين الثمانينيات لا يزال من بين المحرمات. أدخلت كريمة مصحة نفسية في مستشفى بأوتريخت. شعرت بتآمر وعدم تفهم من طرف عائلتها، محيطها، أطباء المستشفى، من طرف الدنيا بأسرها، ووجدت نفسها تهوى إلى قاع مظلم. فشلت في دراستها بسبب إحساسها بالغربة داخل مدرسة يستهزئ فيها الكل منها، ويرفض الكل مصادقتها لغرابة أطوارها. اسودت الدنيا في عينيها فقامت مرتين بمحاولة انتحار فاشلة. لم يعد لها في الدنيا أحد تثق به وتجد سلواها لديه غير أختها الصغرى، "هبة من الله"، تشفق على كريمة وتخفف عنها، وتحفظ أسرارها.

كريمة تلمان، 31 سنة، ملامح وجه هولندي بعينين زرقاوين، وجسد نحيل بقامة طويلة، ملتحف في خمار أسود طويل، تتحدث بصوت خافت خجول، وقررت بعد إلحاح، أن تروي حكايتها دون تحفظ.

في سن السابعة عشرة، قررت أن ترضى بمصيرها، أن تعيش بإحساس فتاة في جسد فتى. عملت في الفلاحة، وارتادت المراقص الليلية، لكن لم تشعر أبدا بوجود الفتيات اللائي كن يعاكسنها في المراقص وينادينها بالشاب الوسيم. كانت تشعر أنها مثلها مثلهن تماما، فتاة أيضا، لكنها سجينة جسدها الخطأ.

الحقيقة
استمرت ثلاث سنين على هذه الحال، إلا أنها كانت بائسة جدا، وقررت أن تضع لبؤسها حدا وتختار الحقيقة، حقيقة أنها أنثى، مقيدة في جسد ذكر. قررت أن تفك القيود وتنطلق لاحتضان الحياة. وفي مستشفى أكاديمي في أمستردام، أبدى الأطباء من الوهلة الأولى تفهما واستيعابا لوضعها، وقرروا أن يساعدوها، وأسعدها ذلك كما لم يسعدها قط شيء من قبل في حياتها. نصحها الأطباء بالاستعداد للحياة الجديدة، كأنثى، إلى أن يحين موعد عملية جراحية، لتغيير أعضائها التناسلية. أحست بثقل كبير ينزاح عن صدرها، وبدأت تتناول الهرمونات التي تنعم صوتها وجسدها، ولبست التنورة. غير أن محيطها لم يقبل بالأمر، ورفض أن يتعامل معها ويتفهمها. وحين بلغت الرابعة والعشرين من عمرها، أجريت لها العملية، وأصبحت أنثى بلا منازع. بعد ذلك، التحقت للعمل كبائعة في دكان للأحذية في مدينة روتردام، وأحست بأن أنوثتها اكتملت وهي تمارس الآن عملا "نسائيا".
إلا أن حياتها وان تغيرت في جوهرها، فقد أصبحت أكثر تعقيدا في التعامل مع الناس. لا زالت تخسر الأصدقاء الجدد فورا بعد إطلاعهم عن سرها، وعرفت علاقات الحب التي أنشأتها مع شبان قابلتهم، أيضا نفس المصير ولنفس السبب. وحين اعتقدت أنها صادفت الحب الحقيقي، الذي منحها إياه رجل تقبلها كما هي، اكتشفت بعد أشهر معدودة، انه يخدعها ويستغلها، وأنه متزوج. منذ ذاك الحين، قررت أن ترضى بمصيرها، وألا تبحث عن حب، لن يكنه لها أحد مهما كان.





كانت كريمة تلمان قد تحوّلـ(ت) في البداية من رجل إلى امرأة، وبعد ست سنوات من هذا التحول الكبير، اعتنقت الإسلام

التحول إلى الإسلام
في العام الماضي، عرفت حياتها من جديد تحولا كبيرا. في محل الأحذية التي تشتغل به، تعرفت على زبونات مسلمات، محتجبات، حكين لها عن الإسلام، "الدين الذي يرحب بالكل، بغض النظر عن اللون والجنس". شعرت أنها تعامل باحترام وتقبل من طرف هؤلاء المسلمات، فانكبت على دراسة القران وتعاليم الإسلام، وقررت في نهاية المطاف أن تعتنق الإسلام، "فالإسلام يتقبل الإنسان كما هو". ذهبت إلى مسجد في المدينة وأشهرت إسلامها.
غيرت اسمها للمرة الثانية، من " دنيشة" إلى كريمة، فالكرم هو ما تصبو إليه. ولم تصبح مسلمة "عادية"، بل لحفت جسدها الذي تسبب لها في مآس كثيرة، في خمار أسود طويل يغطي جسدها كله فلا يظهر منه إلا عيناها وجزء من وجهها، بل ان يديها أيضا أخفتهما في قفازين سوداوين.
إلا أن الرفض ظل يلاحقها. في شوارع أمستردام، تشتم مرارا بسبب لباسها الإسلامي، ومن خيبة أملها، تقابل بالرفض أيضا من إخوانها في الدين. في المسجد الذي نطقت فيه بالشهادة، رفضت النساء إقامة الصلاة معها في غرفة واحدة، وقد اقترح إمام المسجد حلا لمساعدتها، بأن خصص لها في المسجد غرفة للصلاة، ليس مع الرجال ولا مع النساء، بشرط أن يكون المدخل إلى الغرفة عبر مدخل الرجال، وهذا ما رفضته وحز في نفسها كثيرا، "أن تُرفض في بيت الله".



من مسجد لآخر
قررت الذهاب إلى مسجد آخر، حيث لا أحد يعرفها أو يعرف حكايتها، لكن سرعان ما تناقلت الألسن سرها، فدعاها إمام المسجد في اليوم الموالي إليه، وطرح عليها سؤالا واضحا: "ألا تزالين تحتفظين بالأعضاء التناسلية الذكرية"، "لا يا مولانا، لا"، صرخت: "أقسم أنني امرأة، وهذا ما يؤكده أيضا جواز سفري". ورحب الإمام بها ودعاها للصلاة مع النساء. ورحبت بها النساء أيضا قائلات: "انك بالتأكيد امرأة، ما دمت لست رجلا". وبالرغم من هذا الترحيب، لاحظت كريمة بعد أيام أن المسجد يخلو من زائريه، التفتت حولها ورأت أماكن كثيرة تفرغ من أصحابها يوما بعد الآخر، وفهمت أن مجيئها هو السبب، وأن بقاءها بالمسجد سينتهي بأن تصبح زائرته الوحيدة. وبحسرة في قلبها، قررت أن تترك المسجد "لأصحابه" وتبحث عن مكان آخر للعبادة.

ليست نادمة
مؤخرا وفي آخر خطبة بالمسجد قبل التوقف الموسمي بمناسبة حلول موسم الصيف، طـُلب منها أن ترحل في هدوء، لأنه شكايات قـُدمت بحقها لدى إدارة المسجد. حينئذ رفضت أن تغادر المكان، وقالت: "مثلي، مثلكم، في بيت من بيوت الله، ولا يحق لأي كان أن يطردني منه"، وقد تـُركت في سلام إلا أنها أحست بألم كبير وبرغبة مريرة في البكاء، وخرجت باحثة من جديد عن مكان آخر تؤدي فيه الصلاة. وصادف أن دعاها إمام مؤخرا للحديث، فشعرت بسعادة لا توصف وقررت أن تفتح قلبها لشخص يعرف الله ويساعدها على تهدئة النفس ويخفف من آلامها، إلى أن قال الإمام: "هل تشعرين بالندم؟"، فسألت ببراءة: "عن أي شيء يا مولانا؟ لا أذكر أنني ارتكبت ذنبا ما. قد أقيم مأتماً كل يوم، إذا كان هذا يرضيكم، أندب فيه حظي التعس، لكن أن اعترف بندم لا أشعر به، فهذا ليس بالامكان. لقد حررت نفسي من جسد لم يكن لي".

لقد اعتنقت الإسلام لأنها أحست انه الدين الذي يقبلها كما هي، ولكن المسلمين يرفضونها بينهم، وان كانوا لا يعلنون ذلك صراحة كما يبدو. فكرت كريمة مليا، وتوصلت إلى الخلاصة أن الفرق بين الإسلام كديانة وبين الثقافة الإسلامية فرق شاسع ربما. الإسلام دين متسامح، يغفر لها ويتقبلها كما هي، ولكن الثقافة الإسلامية شيء آخر، من خلق البشر. وهذا ما ترد به أيضا عندما تُسأل من طرف هولنديين يبدون فضولهم تجاهها بسبب مظهرها
" الإسلامي" المثير، ويسألونها عن " الإرهاب الإسلامي"، فتجيب: " لا تخلو سلة من فاكهة فاسدة، والإسلام بريء من أي إرهاب".
وتزور كريمة الآن مساجد مختلفة في المدن الكبرى، فالرفض الذي تقابل به لم يفسد علاقتها مع الله. تظل أحيانا بالمسجد ساعات للتحدث إلى الله وتلاوة القرآن، تشكي لله حياتها البائسة، وتقول له إنها تتفهم رفض الناس لها، ولكن هذا الرفض ينغص عليها حياتها، " إنني سعيدة بحياتي، ولكن يتعبني أحيانا هذا الكفاح المستمر من أجل الحياة".


مفردات البحث: اعتنقت الإسلام. إلا أنها وفي صفوف المسلمين أنفسهم، كانت كريمة تلمان قد تحوّلـ(ت) في البداية من رجل إلى امرأة، لم تلق الترحيب الذي كانت تتمناه. تعتبر الآن عدم التفهم، وبعد ست سنوات من هذا التحول الك

Richard the Lionhart
02-04-08, 19:12
proost :D

lihoed
02-04-08, 19:39
een prachtige taal, uniek gewoon!