PDA

Bekijk Volledige Versie : الجيش الهولندي يودع القائد الأبرز إعلامي



noisete
18-04-08, 10:08
يودع القوات المسلحة الهولندية اليوم الخميس الجنرال ديك برلاين، قائد الجيش، الذي سيذهب إلى التقاعد. سوف يسلم الجنرال في سلاح الجو القيادة إلى خليفته الجنرال بيتر فان أوهم. في السابق كان مثل هذا الخبر لا يحظى بأكثر من بضعة أسطر في الصحف أو خلال نشرة الأنباء في التلفزيون. لكن الأزمنة قد تغيرت كلياً في هولندا، فمثا هذا الخبر اليوم لا يأتي في آخر القائمة بسبب الدور الكبير الذي لعبه الجنرال في إيساف ومهمة قوات حلف الناتو في أفغانستان.






الجنرال ديك برلاين- الصورة من Anp


منذ زمن بعيد لم يكن مثل هذا الاهتمام الكبير لوسائل الإعلام بضابط هولندي كبير. وأما الجنرال ديك برلاين فكان ملاحقاً على الدوام من قبل الإعلام منذ 2006. ويسبب حفل وداعه هذا الأسبوع سيلاً من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية. والسؤال الآن من أين أتى كل هذا الاهتمام به. ويمكن القول إن هناك سببين رئيسيين لهذا الاهتمام.



أولاً: أفغانستان. فمنذ الحرب الكورية في بدايات الخمسينات من القرن الماضي لم تشارك هولندا في أية مهمة خطيرة كالتي في أفغانستان. ومنذ اندلاع الصراع القصير الأمد، بعد الحرب الكورية بعشر سنوات، ضد إندونيسيا في منطقة إيريان الغربية (سابقاً غينيا الجديدة الهولندية)، لم تشهد البلاد سقوط مثل هذا العدد من القتلى بين جنودها. طوال عقود كان الجيش الهولندي لا يفعل شيئاً سوى التدرب على خوض حرب لم تحدث أبداً ضد الإتحاد السوفيتي (سابقاً) لن. وبعد هذا شارك الجيش في قسم من مهام غير خطرة للقبعات الزرق التابعة للأمم المتحدة. وكانت النتيجة أن الرأي العام الهولندي لم يعد يفكر نهائياً بقيام القوات المسلحة بإطلاق النار أو شن هجمات دفاعية كما حدث في أفغانستان.



وحتى الآن لم يتعود الناس على ذلك. فهولندا هي من الدول القليلة جداً من بين الدول الأربعين التي تشارك في مهمة حلف الناتو في أفغانستان، التي ما زال الجدال فيها قائماً حول الغرض من وجود القوات الهولندية في أفغانستان: مقاتلة طالبان أم بناء المدارس؛ أهي مهمة قتالية أم إعادة إعمار. وكان على الجنرال ديك برلاين أن يوضح ذلك المرة تلو الأخرى منذ دخول قوات حلف الناتو أفغانستان عام 2006 وحتى آخر يوم عمل له. ومن جهة أخرى أعرب لإذاعة هولندا العالمية هذا الأسبوع عن أسفه لتلك النقاشات، فقد كان قرار الحكومة بشأن المهمة واضحاً تماماً؛ كان الهدف الأول من المهمة تأمين الأمن، وبعد هذا البدء بإعادة البناء:



"صورت النقاشات المهمة وكأنها مهمة إعادة إعمار فقط. ولكن هذا ليس صحيحاً، وهذا ما أأسف له. كلما حدثت عمليات قتالية، عندها يصيح الناس قائلين "فشلت المهمة، لأن الهدف هو فقط إعادة البناء‘. ولكن الأمر لم يكن كذلك. وأنا أرى أن علينا أن نحافظ على الدقة في المفاهيم التي نستخدمها".



القسم الثاني من الجواب على السؤال حول الاهتمام الإعلامي الكبير بقائد الجيش الهولندي نلقاه في طبيعته ومظهره شخصياً. فلا بد أن ديك برلاين هو حلم المستشارين الإعلاميين لدى القوات المسلحة: لا يبدو عليه التوتر أبداً، يتمتع بجاذبية خاصة لوسائل الإعلام، سريع البديهة، يمتاز بنظرة نفاذة، نظرة الطيار الحربي الذي كانه في شبابه. كما يتمتع أيضاً بشعبية كبيرة بين جنوده؛ فهو يعطيهم أذناً صاغية، كما اتضح مؤخراً.



عند زيارته للوحدات العسكرية التي شاركت بعمليات قتالية (أحياناً ثقيلة) في أورزوغان أصر الجنود الهولنديون على منح "وسام المشاركة في المعارك"، وهو علامة مميزة مثل وسام كتيبة المشاة القتالية الأمريكية. وهذا النوع من الأوسمة غير معروف في هولندا. يقول الجنرال برلاين:

"نحتاج إلى الاعتراف بأنه كان علينا القيام بمهمتنا تحت نيران معادية وفي ظروف خطرة للغاية. وهذا ما أعطيته أذناً صاغية. وأعتقد أنهم كانوا محقين في ذلك تماماً. وهذا هو السبب في أننا نمنح الآن وسام المشاركة في المعارك".



واليوم يتم منح هذا الوسام بأثر رجعي حتى عام 2001. وهي أيضاً إشارة للدور والصورة المتغيرين للقوات الهولندية.


مفردات البحث: إيساف، الجيش الهولندي، الناتو، ديك برلاين