PDA

Bekijk Volledige Versie : مأساة سربرينيتشا كما ترويها الناجيات



noisete
18-04-08, 10:45
لم تـُظهر هولندا اهتماماً كافياً بضحايا مجزرة سربرينيتشا. تركز الاهتمام على الدور الهولندي في وقوع المأساة في البوسنة عام 1995. هذا ما تقوله المؤرخة الهولندية سلمى لايدسدورف. قضت المؤرخة ستة أعوام في التوثيق الدقيق لقصص نساء سربرينيتشا، لكي تفهم جيداً ما الذي حدث بالضبط أثناء المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية في تلك البلدة البوسنية التي كانت تتمركز فيها قوات هولندية. اليوم الثلاثاء يصدر كتابها حول الأحداث بعنوان "تاركين الفراغ وراءنا."





قصص الضحايا

كـُتب وقيل الكثير حول سقوط سربرينيتشا. أجرى المعهد الهولندي للتوثيق الحربي (نيدو) بحثاً موسعاً، وكان هناك تحقيق برلماني، وصدرت عشرات الكتب، حول أكبر مجزرة تشهدها أوربا منذ الحرب العالمية الثانية. لكن قصص الضحايا لا تزال غائبة، حسب رأي المؤرخة سلمى لايدسدورف. "لا أحد تجرأ، وربما لا أحد رأى أهمية، للاستماع لحكايات الضحايا. ربما بسبب الشعور بالإحراج، أو بسبب الخوف، هناك تفسيرات كثيرة، ولكن هذا هو واقع الحال."



تولي لايدسدورف أهمية بالغة لتوثيق ما يرويه الضحايا، لتكوين صورة مكتملة لجريمة الإبادة التي حصلت. ليس الكتاب اتهاماً، أو شكوى ضد القوات الهولندية التي كانت تعمل تحت علم الأمم المتحدة، وكانت شاهدة على المجزرة، وإن كان يتضمن توثيقاً للجرائم التي ارتكبها الجنود الهولنديون. تقول لايدسدورف "أتعامل بجدية مع الضحايا، استمع إليهم، لأننا لم نفعل هذا حتى الآن."



ترى سلمى لايدسدورف أن هولندا كانت منشغلة طوال الوقت حدّ الهوس بموضوع مسؤوليتها عمـّا جرى. "لكن كتابي ليس سياسياً." تقول لا يدسدورف، وتضيف "إنه كتاب تاريخي بالدرجة الأولى، مبني على قناعة بأن شهادات الضحايا لا غنى عنها في التعامل السليم مع تجارب الماضي."


سلمى لايدسدورف

لا جواب

قضت ريدسدورف ستة أعوام لكي تتمكن من جمع وتوثيق شهادات الضحايا، إذ أن كسب ثقة النساء الضحايا وجعلهن يروين تفاصيل المأساة كما عشنها، أمر يحتاج إلى وقت طويل. معظم النسوة يشعرن أن هولندا لم تتعامل معهم بجدية. لم يحصلن أبداً على جواب على السؤال الرئيسي الذي يشغلهن: كيف أمكن أن تحدث مأساة سربرينيتشا؟ حين يصل الأمر إلى هذا السؤال كانت الجهات المعنية تتحجج دائماً بسرية الوثائق. تصف لايدسدورف هذه الحجة بـ "السرّ الفظيع"، لا أحد يعرفه سوى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، وزعماء سياسيون آخرون، قرروا عدم التدخل في سربرينيتشا.



محاكمات

ليس صحيحاً أن هولندا قد تجاهلت هؤلاء النسوة طوال السنوات الماضية. تحدث أكثر من مسؤول هولندي، من العسكريين والسياسيين وموظفي الإغاثة، معهن. إضافة إلى ذلك رفعت النسوة بمعونة محامين، قضيتين في المحاكم ضد الدولة الهولندية، للمطالبة بتعويضات، وللحصول على حكم قضائي يؤكد المسؤولية الهولندية في حماية البلدة. لكن المؤرخة سلمى لايدسدورف تعتقد أن مآسي الضحايا وشهاداتهن لم يسلط عليها الضوء الكافي، حتى في المرافعات القضائية. بل إن هناك من قال إن تلك النسوة لسن سوى أدوات يستغلهن الرجال الذين لا يهمهم سوى الحصول على أموال التعويضات.



تقول سلمى لايدسدورف إن أصولها اليهودية قد ساهمت بدفعها لتأليف هذا الكتاب. "هناك بالتأكيد تشابه مع ما جرى في الحرب العالمية الثانية، حيث كانت هولندا تجد أيضاً مشقة في الاعتراف بأن أعداداً كبيرة من اليهود قد احتجزوا ونقلوا من هولندا إلى معسكرات الاعتقال النازية. بالطبع هناك علاقة بين اهتمامي بالنساء الضحايا، وبين خلفيتي اليهودية. طنت معتادة في سنوات طفولتي على الاستماع دائماً لقصص الضحايا."


مفردات البحث: البوسنة، سربرينيتشا، سلمى لايدسدورف، شهادات الضحايا