PDA

Bekijk Volledige Versie : عودة ليوم الملكة في هولندا



noisete
14-05-08, 11:12
إذاعة هولندا العالمية

02-05-2008


عمر الكدي

من بين كل الأعياد الهولندية، يتميز يوم الثلاثين من أبريل بأنه عيد الجميع دون استثناء، وهو اليوم الذي اختارته الملكة بياتريكس للاحتفال بعيد الملكة، والذي يوافق عيد ميلاد والدتها الملكة يوليانا، والتي تنازلت على العرش لصالح ابنتها، في نفس اليوم من عام 1980.

ثمة سبب آخر لاختيار هذا اليوم للاحتفال بعيد الملكة، بالإضافة إلى التكريم الذي تسبغه الملكة بياتريكس على والدتها، وخاصة وأن عيد ميلاد الملكة بياتريكس يصادف يوم 31 يناير، حيث يكون الطقس في أسوأ أحواله، ولكن في هذه البلاد لا يمكن ضمان طقس صحو حتى في يوم 30 أبريل، وخاصة هذا العام، حيث هطلت الأمطار، وانخفضت درجة الحرارة، بسبب هبوب رياح باردة من بحر الشمال، بعد عدة أيام من طقس مشمس أغلب اليوم.

يبدو أن سبب ذلك يعود إلى اختيار الملكة هذا العام، زيارة مدينتين صغيرتين تقعان في إقليم فريسلاند، والذي يعني اسمه الأرض المتجمدة كما في معظم اللغات الأوروبية، ولكنه يعني أيضا أنه أرض الفريزيين، أو الفريسيين، والذين قبلوا طواعية الانضمام للاتحاد الهولندي، وهم يتحدثون لغة مختلفة عن اللغة الهولندية، ولكن عدد الذين يتحدثونها يتناقص لصالح الهولندية، مثلما حدث مع اللغة الغيلية، أو السلتية التي كان يتحدث بهم الايرلنديون والاسكتلنديون، حتى أنها لا تعتبر لغة رسمية، كما ذاب الفريزيون في المجتمع الهولندي بشكل كامل، ولا توجد أية دعوات قومية أو انفصالية في هذا الإقليم، ولا يمكن تمييز الفريزيين عن الهولنديين، إلا من خلال الأسماء الفريزية، وخاصة اللقب، حيث اتفق الفريزيون عندما أتحدوا مع الهولنديين، أن يطلقوا لقب (دي فريز) على كل عائلة من عائلاتهم، بينما اختار الهولنديون ألقابهم المتوارثة، والتي تشير معظمها إلى المهنة التي كان يمارسها الجد الأكبر، أو الناحية التي جاء منها، وهكذا أصبح لقب دي فريز هو أكثر الألقاب انتشارا في هولندا.

سمي هذا اليوم بيوم الملكة، وذلك لأن ثلاث ملكات تربعن على عرش أورانيا ناساو، منذ عام 1898، وهو العام الذي تربعت فيه الملكة فيلمينا على العرش، خلفا لوالدها الكسندر، قبل أن تتخلى عن العرش لابنتها الملكة يوليانا عام 1948، ولكن يبدو أن هذا العيد سيصبح اسمه عيد الملك، إذا تخلت الملكة بياتريكس على العرش لصالح ابنها ولي العهد فيليم الكسندر، وإذا استمرت الملكة الحالية في وظيفتها الملكية مثل الملكة اليزيبث، فقد تسلم التاج إلى إحدى حفيداتها من الأمير فيليم، الذي أنجب حتى الآن ثلاث بنات من زوجته الأرجنتينية الأصل، الأميرة مكسيما، وبالرغم من أن الملكية حديثة في هولندا، التي أصبحت مملكة بعد نهاية الاحتلال الفرنسي لها عام 1848، وكانت قبل ذلك جمهورية، إلا أن الهولنديين تعلقوا بعائلة الأمير فيليم دي أورانيا، الذي قتله الأسبان الذين كانوا يحتلون جنوب هولندا، يوم 10 يوليو 1584، والمدفون في الكنيسة الجديدة بمدينة دلفت، التي أصبحت منذ ذلك الحين مقبرة للعائلة المالكة، وتعني كلمة أورانيا كلمة أورانج الإنجليزية أي البرتقالي، وبسبب ذلك تحول اللون البرتقالي إلى لون يعبر عن الوطنية الهولندية، بالرغم من أن العلم الذي صمم قبل عودة عائلة أورانيا ناساو إلى العرش، عندما كانت البلاد جمهورية، لا يحتوي على اللون البرتقالي، وإنما يحتوي على نفس ألوان علم "الاستعمار الفرنسي"، والفرق الوحيد هو أن أحد العلمين أفقي، والثاني عمودي.

في هذا اليوم يخرج الناس إلى الشوارع التي تتحول إلى أسواق، يباع فيها كل شيء، ولكن هذه المرة يصبح الشعب هو البائع والمشتري، حيث يخرج معظم الناس ما هم في غناء عنه، حتى ولو كان جديدا ليبيعوه بأرخص الأثمان، أما الأشياء المستعملة فتباع بأسعار منخفضة يستحيل مصادفتها بقية العام، ولعل الهولنديون بهذا يحاولون على الأقل في هذا اليوم، تغيير الانطباع المنتشر عنهم بين بقية الأوروبيين، والذي يدعي أنهم أبخل شعب في أوروبا بعد الاسكتلنديين، دون أن ينفوا أن الاقتصاد والحرص في النفقات، هو جزء أصيل من الثقافة الهولندية.

بينما تنقل المحطات التلفزيونية وقائع زيارة العائلة المالكة إلى المنطقة التي اختارتها الملكة، والتي تتغير كل عام، تكون الفرق الموسيقية الشعبية تجوب كل شوارع المدن والقرى الهولندية، وهي تعزف موسيقاها الحماسية، بينما تعزف الفرق الموسيقى الحديثة القادمة من كل أصقاع العالم، على مسارح بنيت على عجل في الساحات العامة، كما تخرج المطاعم والمقاهي والحانات كل ما لديها إلى الأرصفة، وتبيعه هناك بسعر أرخص. سندوتشات الهامبرغر، والهوت دوغ، إلى جانب الشاورما، وسندوتشات الدجاج بالكري الحادة، التي يبيعها السوريناميون، إلى جانب اللومبا التي يبيعوها الفيتناميون، بينما تباع البيرة في أكواب بلاستيكية يرميها الناس في بداية اليوم في صناديق القمامة المنتشرة هنا وهناك، ومع مرور الساعات يرمونها في الشوارع ويدوسون عليها، وعندها تفضل العائلات العودة إلى البيوت بصغارهم، الذين لونوا وجوههم بكل الألوان، فالشباب ثملوا، وخاصة إذا كان الطقس سيئا مثلما كان عليه في هذا اليوم.


مفردات البحث: 30 ابريل، بياتركس، عائلة الأورانج.، عيد الملكة، هولندا